إن أول ما يلاحظه أي زائر لمدينة ما هو نظافة هذه المدينة ونستطيع القول أن مستوى نظافة أي مدينة يعكس حقيقة مستوى تطور البلد ومستوى وعي سكانها, فالنظافة لا تتحقق فقط بتوفير الموارد البشرية والآلية ولكنها بحاجة إلى تعاون وثيق بين المواطن والجهة المختصة بأمور النظافة.
وللنظافة أثر كبير على التوازن النفسي للإنسان فالإنسان الذي يعيش في بيئة نظيفة يشعر بالسعادة أكثر من الإنسان الذي يعيش في بيئة غير نظيفة، إضافة الى ماسبق فإن النظافة تبرز وتزيد من جمال المكان الذي نعيش فيه فالمدن والمناطق الطبيعية النظيفة والخالية من النفايات المبعثرة من غابات أو سهول خضراء أو صحاري أو جبال أو مجاري أنهار أو البحيرات أو الشواطئ تكون أجمل وأبهى من تلك الملوثة بالنفايات، كما تؤثر على السياحة البحرية من خلال تشويه منظر البحر وتحول دون استمتاع الناس بالسباحة فيه والتمتع بمنظر البحر.
وللنظافة أثر كبير على البيئة فالنفايات تلوث الأرض والمياه وتخربها وتجعلها غير صالحة للإستخدام في بعض الأحيان فالنفايات المرمية على الأرض تؤدي إلى خفض نوعية التربة كما أنها تضر بالحيوان الذي قد يأكل هذه النفايات وبالتالي تؤدي إلى نفوقها وموتها, كما أن لأنعدام النظافة تأثير سلبي على المناخ من خلال إطلاق غاز الميثان الذي له تأثير يعادل 24 مرة تأثير غاز ثاني أوكسيد الكربون في مجال الاحتباس الحراري.
وللنفايات أثر ضار على المياه السطحية من خلال تلويث هذه المياه بالملوثات والمواد الصلبة التي قد تطوف أو تغرق في قاع المياه السطحية، كما أن النفايات قد تتسرب الى المياه الجوفية فتجعلها غير صالحة للشرب أما تأثيرها على مياه البحر فهو تأثير كبير, فالنفايات تتسبب أيضآ في قتل الحيوانات البحرية بنسبة أكبر من الحيوانات البرية كما تتسبب في خفض جودة مياه البحر وبالتالي تأثر على صيادي الأسماك.
ولانبالغ إن قلنا ان هناك علاقة وثيقة بين الأخلاق والنظافة، فالنظافة مثلها مثل قيادة السيارات هي ذوق وأخلاق فكم هو قبيح منظر مواطن يرمي نفاياته من شباك السيارة أو يقوم أحد المواطنين برمي نفاياته من شباك أوشرفة منزله او يترك نفاياته في المنتزهات والبراري بعد أن يغادرها.
كما أن للنظافة جانب اقتصادي هام لايمكن إغفاله فالنظافة تتطلب موارد مالية كبيرة ويشتغل في هذا المجال عدد كبير من المهندسين والفنيين والعمال الذي يشغلون عددآ كبيرآ من الآليات والمنشآت ذات العلاقة بالنفايات مثل مدافن النفايات أو منشآت فرز وتدوير النفايات وهذا يعني بالنتيجة موارد مالية هامة يدفعها المواطن من جيبه الخاص لتوفير خدمات النظافة وفي حال عدم توفر موارد مالية كافية فهذا يعني انخفاضآ في مستوى النظافة, وبناءً عليه فإن تعاون المواطن له أثر كبير ليس فقط في تحقيق النظافة إنما يساهم بشكل كبير في خفض النفقات والتي يصرف عليها من الضرائب والرسوم المفروضة عليه.
ومن ناحية أخرى يمكن ومن خلال تعاون المواطن أن تساهم النفايات في إيجاد بعض المداخيل للمدينة المعنية بل وحتى توفير فرص عمل وذلك يتوقف على مدى تطور عملية فرز النفايات من قبل المواطن وبالتالي إتاحة الفرصة لإعادة تدويرها والاستفادة من العوائد المادية الناتجة عن بيعها, إن الوفر والمردود المتوقع تحقيقه من خلال تدوير النفايات هو وفر أو مردود كبير نتيجة انعكاساته على كامل عملية جمع ونقل وردم أو دفن النفايات وبالتالي علينا عدم الاستهانة بهذا الموضوع.
وللنظافة تأثير هام على المنشآت العامة حيث أنها قد تؤدي الى سد شبكات تصريف مياه الأمطار وبالتالي التسبب في حصول الفيضانات داخل المدن أو تسد المجاري المائية إن كانت ضيقة فتسبب في إغراق الحقول.
كما أن للنظافة تأثير هام على الصحة العامة فهي تجذب الحشرات الضارة كالذباب والصراصير وبالتالي تساهم في زيادة أعدادها كما أنها تجذب القوارض والحيوانات الشاردة كالقطط والكلاب.
كما أن النظافة من الخدمات التي بحاجة الى تفاعل وتعاون وثيق بين المواطن والجهة التي تقدم الخدمة بعكس باقي الخدمات التي يرتبط مستواها بالقرار الرسمي. كما أن النظافة من الخدمات التي يمكن للمجتمع المدني أن يساهم بدور فعال في تحقيق النظافة وكمثال على مانقول هو موقعنا الالكتروني هذا والذي نأمل ان يساهم في تعزيز الوعي بأهمية النظافة في وطننا العربي من خلال تعريف المواطنين بأهمية النظافة
المصدر منتدى الاسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق