السبت، 26 نوفمبر 2016

الثائر عمرو موسى من واد الماء باتنة


إن الضغط الذي مارسه المستدمر الفرنسي في فرض الضرائب والعقوبات ومظالم القيادة وسنوات الجفاف وإنتزاع الأراضي والطرد الجماعي نحو السفوح الجبلية سواءا من قبل إ دارة المستدمر أو حراس الغابات ,والأسوء فرض التجنيد الإجباري ودعوة العمال للعمل في فرنسا ثم فرض حالة الطوارئ ومنع السفر ورخصة حمل السلاح كانت كل هذه المصائب تنزل على السكان بدون رحمة وتؤكد جميع المصادر الشفوية بأن سبب حوادث مستاوة وبلزمة تعود معظمها إلى هذه العوامل وخاصة التجنيد الإجباري لأنها ضريبة تفوق طاقتهم.

وخلال هذه الفترة ظهر العملاق والمقاوم الوطني *عمرو موسى * إبن بلدية وادي الماء المجاهدة التي كتبت تاريخها بحبر دماء أبنائها,ظهر في جبال مستاوة والشلعلع وبلزمة وينتمي بدوره إلى فرسان القمم أمثال إبن النوي والمسعود بن زلماط,خرج هذا المجاهد بعدد قليل من رفاقه منذ 1915 وهذا خلال خلافه مع حراس الغابات وورشة النجارة في مستاوة لأحد المعمرين في وادي الماء فقام باحراقها وقتل أحد عمالها فأصبح مطاردا من قبل الدرك والقيادة وتمكن عمرو موسى بحنكته أن يكون فوج من ستة مجاهدين رافضين للإستغلال الفرنسي والتجنيد الإجباري ,فقام على تشجيع الفارين والرافضين وأخذ ينظم المجاهدين ليفتح جبهة مستاوة ضد المستدمر الفرنسي,وطلب بعقد إجتماع مع الأعراش وطالبهم بجمع الأسلحة وتقديمها للقادرين على حملها وفتح الطريق لكل من يريد الإنضمام إليه وإشترط عليهم أن يكونو مسلحين كما دعى إلى جمع الزكاة والعشور لتمويل الثورة وطلب من الكبار توعية المواطنيين من أجل تدعيم الثورة بالمال والرجال وفي إجتماع عقده بالقرب من وادي الماء خاطب الحاضرين *أيها الناس إنها الفرصة الأخيرة لنا ومن خرج منكم مجاهدا في سبيل الله فإنما يجاهد لنفسه وعرضه*وتؤكد المصادر الشفوية بأن الحاضرين قد وافقو على الخطة وبدأ المتطوعون يتقاطرون على مستاوة من كل الجهات المجاورة ,أما عن إنطلاق الثورة فإنه قد أشار بأنها ستنطلق في نقطة ما ؟ لكن ما نرجو هو الحفاظ على السرية وتلبية نداء الجهاد بسرعة كما يجب على دوار أن يبدأ في تنظيم الهجومات على المستدمرين ومصادرة أموالهم وإضرام النار في ضياعهم مع تهديم الجسور ليلا, وتخريب وإحراق أبراج حراس الغابات بالإضافة إلى تهديد القياد و حراسهم ومحاولة إستمالة الوطنيين (بني وي وي) وأخيرا ختم كلمته *والآن يمكنكم أيها الإخوان أن تنصرفوا وعلموا أن هذه الثورة تحتاج إلى الرجال والمال والسلاح*

وقال مخاطبا الحاضرين *أنه لا يخفاكم أن العدو يملك إمكانيات كبيرة أما أنتم أيها المتطوعون فكونوا قلبا واحدا ويدا واحدة ولانتراجع عن هذا الأمر حتى ننتصر أونهلك دونه وعندئذ نفوز بالنصر أو الإستشهاد أما أنتم أيها الشيوخ فاطلبوا الله أن ينصرنا,ويثبت أقدامنا على الكفار,ثم إياكم وإفشاء السر وأن باب التطوع مفتوح لكل من يرغب في الجهاد ,هكذا بويع عمر بن موسى ورفاقه على بداية إعلان الجهاد ضد الكفار, وإسترجاع ما أخذ من السكان,ثم محاولة إنقاذ الرجال والشبان المدعويين إلى الحرب أو العمل في فرنسا,وإسترجاع الكرامة التي داسها المستدمر الفرنسي وهذا بموافقة الوفود الحاضرة,التي ألفت أول فرقة لبداية الجهاد ,وهي مثل التي ولدت بقرية أولاد موسى بأريس بقيادة مصطفى بن بولعيد,ليلة أول نوفمبر 1954 والتي كان لها شرف إسترجاع السيادة الوطنية,وكان الفارق الزمني 38 سنة و11 يوما.

وقد بدأت هذه الفرقة نشاطها ضد المصالح الإستعمارية,كتهديم الجسور,ووتنظيم الهجومات على المعمر ومصادرة أموالهم,وإضرام النيران في ضياعهم وقطع أعمدة الكهرباء وتهديد الأعوان العملاء ووضع الكمائن فعاش الأوراس ما بين 27,25 أكتوبر 1916 حالة تأهب وانتظار لثورة كبرى إذ أصبح كل شيء ينذر بالخطر والإنفجار وتقول المصادر الفرنسية *لقد عاد الأوراس موطن الثورات,وداحر الإستدمار الروماني,وعدو الفرنسيين الى المشاغباته التي عرفها عبر العصور,والحارق لتمقاد وقد حدث خلال إثنى عشرة ليلة في الأوراس ما يزيد عن ثمانية عشرة حالة إغتيال ,وإعتداء استهدفت المعمرين,وفي السابع والعشرين من أكتوبر 1916شهدت بلزمة عدة إغتيالات كما شاهدت خنشلة وعين البيضاء حوادث مماثلة.

أما في مستاوة فقد كان أول كمين وضعه الثوار لكتيبة الزواف يوم 8 نوفمبر 1916 بمضيق تاجنانت(وادي الماء),فقد فيه المستدمر الفرنسي ملازما زعددا من الجرحى والقتلى.ونظرا لنجاح العملية,فقد نظم السكان أغنية في مدح المجاهدين وعلى إثر الكمين تأكد نائب دائرة باتنة بأن (الخارجون عن القانون) مصرون على رفض الأوامر الموجهة إليهم.وعلى إثر هذا أخبر عامل قسنطينة بما جرى من حوادث ببلدية مروانة.

وفي نفس الوقت استقدم كتيبة من الزواف,والسنغال الى جبل مستاوة لملاحقة المتمردين وحراسة المعمرين والإدارين.

كما أخبر عامل قسنطينة الحاكم العام بالجزائر يقول:بأن ظاهرة رفض التجنيد بدائرة باتنة التي بدأت منذ شهر سبتمبر،قد أخذت منعطفا جديدا،يبعث على القلق.كما أخبره في نفس الوقت:بأنه تم خلال (12)يوما كانت (18)حالة إغتيال،وأكثر من ذلك حالات إعتداء،وفي نفس الوقت فقد اضطر المجاهدين السرية العسكرية للمحافظة على الأمن في مستاوة وبلزمة وغيرها من الأماكن،كان الأمر خطير جدا وتقول مصادر فرنسية بأن الثوار ظلوا يجوبون المناطق ويتحركون بدون توقف،وكانوا يحملون علم الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا قد دعواخلال إجتماعهم *ببومغار*بجبل أولاد سلطان إلى تجنيد كل الامكانات،من أجل إفشال هذا المشروع،الذي يهددهم في أولادهم،وقد سارع رجال الدرك بنقاوس إلى عين المكان،لكن نظرا لبعده وصعوبته فإنهم لم يتشجعوا على صعود الى مكان الاجتماع وهذا رغم عملهم بذلك الإجتماع عن طريق عملائهم.

ويشهد الفرنسيون أن الحاكم العام قد إستعمل كل الطرق الفعالة لإخماد هذه الثورة المجيدة وهي في المهد،بحيث سارع بمجرد طلب النجدات الى محاصرة الأوراس منبع الثورة،ووضعها تحت النظام العسكري،وألغى إدارته المدنية من أجل قمع الثورة ومحاصرتها كما عين في نفس الوقت مبعوثا خاصا خوله جميع الصلاحيات،لإتخاذ الإجراءات الضرورية والسريعة.كما أوفد لجنة الأمن والنظام،وزودوها بجميع الصلاحيات المطلقة وليس لقراراتها إستئناف.وفي هذا الصدد قال نائب دائرة باتنة الجديد *بأن عمليات التنظيف لم تنقطع أبدا ،وهذه العملية نفسها قد جعلت فرق الزواف والسنغال الأولى تتجاوز الحدود،وذلك بتنفيذ الأوامر الصادرة إليها وهي إطلاق النار على كل من يقع أمام النظر*.

وبناء على هذا فقد قام الجيش المستقدم فيما بعد الى الاوراس بعملية القمع الطيئة والوحشية ،وكانت وسائل الاعلام الفرنسية تشوه الأخبار التي تروجها بحيث كانت تزعم بأن هذه الثورة موجهة من الخارج،وأن من يقوم بها هم مجموعة من اللصوص،وإننا في طريق القضاء على أخرهم لكن ما أكد عجزهم في القضاء على الثوار هو أستغاثة الحاكم العام بالحكومة الفرنسية التي أنجدته بسحب لوائين من الجهة،وإرسالهما على جناح السرعة إلى الأوراس.إن مثل هذه الدعايات قد أعيد تكرارها مرات كثيرة ،وحاولت وسائل الإعلام الفرنسية إقناع الجزائريين والمعمرين بأن ما يجري في الجزائر هو مجرد خروج عصابات من قطاع الطرق ضد السكان والادارة تعمل بجد لكي تلقي القبض على هؤلاء وتطلب حكم البلديات،ونائب دائرة باتنة من الحاكم العام أن يبعث لهم الجيش،بدعوى أن القوات الموجودة في الاوراس لم تعد كافية للقضاء على (المتمردين)وإعادة الأمن الى المنطقة وهكذا تقرر مبدئيا منذ 16-11-1916وضع الجنرال (موانييه ،moinier)تحت تصرف الحاكم العام الذي أعطى بدوره في 21-11-من نفس السنة كل الأحكام العسكرية والمدنية الى رئيس دائرة باتنة الذي قدم إنذار للثوار وأعطاهم فيه مهلة الإستسلام الى غاية 30-11-1916،وفي نفس الوقت وصلت إلى الأوراس (5كتائب)من الجنود السنغال تم توزيعها على البلديات الثائرة و8فرق من الزواف وقد بلغت هذه القوات في 30-11_1916 (6142 جندي،106 ضابط).

أما في بداية شهر ديسمبر فقد إرتفع عدد القوات القادمة إلى الاوراس (13892 جندي)و(275 ضابط) وأسندت قياد هذا الجيش إلى الجنرال التفتيش والتمشيط الواسعة والدقيقة والواقع أن فرق المجاهدين قد تجنبت المجابهة مع هذه القوات التي يتألف معظمها من الزواف والسنغال نظرا لقلة إمكاناتها المادية والبشرية اللهم إلا بعض المناوشات والقيام ببعض الكمائن وسنلاحظ أن هذه القوات الفرنسية سوف تعجز عن إقتحام الجبال..لكن يبدو أن القوات الفرنسية قد بدأت منذ منتصف نوفمبر 1916 تقوم بالهجوم المعاكس إذ لوحظ منذ وصول هذه القوات تراجع الثوار،بالإضافة الى سلبية بعض الأعراش وحسب المعلومات المبدئية فإن عدد الدواوير الرافضة كان (30 دوار) من بين (113 دوار) ويصبح عدد الدواوير الثائرة إلى غاية هذا التاريخ 22% من سكان دائرة باتنة بينما يقول ديبون :إن عدد القبائل الثائرة لا يزيد عن 20% من سكان دائرة باتنة البالغ عددهم (289,898 نسمة)أما حسب المعلومات الاولية فإن عدد الثوار يكون ما بين (3000 الى 4000 ثائر)في كامل الأوراس لكن رغم هذا فإن عددهم غير معروف بالضبط لأنه ليس هناك سجلات ولا منح وكل ما هنالك من المعلومات فهي عبارة عن استنتاجات وتخمينات أما الجنرال (بونيفال،bonnival)فيؤكد في رواية تاريخية أن عدد الثوار كان أكثر بكثير مما تتصور الإدارة المدنية ولكن يبدو أن بونيفال ذكر حتى الدواوير التي شهدت نوعا من الغليان أو التي وصلتها آثار الثورة جزئيا ، ولكن (أجيرون)عندما يقارن عدد السكان بعدد الثائرين يقول:إذا بلغ عدد الثائرين ثلاثة أو اربعة آلاف في ناحية يسكنها (3000ساكن)فإن هذا الأمر لا يطابق الواقع اللهم إذا كان المجاهدون ليسوا من أبناء الدواوير التي أوتهم،وإنما يكونون قد قدموا من جهات أخرى خلال عمليات التمشيط وهو أمر محتمل جدا.وهذه الظاهرة قد حدثت خلال الثورة التحريرية بحيث وقعت هجرة إضطرارية نحو المناطق الآمنة وصعبة الإختراق.

وإبتدا من 5-12-1916 بدا إستقدام الكثير من الزواف والسنغال إلى مستاوة والشلعلع وبلزمة ومتليلي وأولاد سلطان وعين توتة…لصرب الحزام عليها وخنق الثورة من الداخل ولم تكتفي الإدارة العسكرية الفرنسية بالعدد الهائل من الجيش الموجود في الأوراس بل طلبت فرقتين جديدتين لكنها لم تحصل في الواقع إلا على كتيبة واحدة من أجل إرهاب السكان وإعادة مسح مستاوة والشلعلع ورفاعة وجبل أولاد سلطان ومتليلي بحثا عن عمالقة الأوراس (عمرو موسى )وغيره وذلك بعد اتلكمين الذ ي نصبه الثوار بقيادة المجاهد عمربن موسى في مضيق تاجنانت حيث جرح فيه عدد من الزواف حسب المصادر الفرنسية.

وخلال هذه العمليات الفدائية والمتكررة الضارة على المستدمر الفرنسي تم سحب لوائين من الجبهة الأوروبية قوامهما (6000 رجل) وعند وصول هذه القوات الى الأوراس باشرت أعمالها التخريبية وإلقاء القبض على كثير من المجاهدين،وكانت الخسائر في الجيش الفرنسي كما تؤكده المصادر العسكرية حتى سنة 1917 (15 قتيلا و30 جريحا) ومفقودين،وبدأت معنويات المجاهدين تنهار بعد جمع العائلات من أجل الضغط عليهم لكي يستسلموا،وفعلا فإن معظمهم استسلم بشهامة لإنقاض عائلاتهم من البرد و الجوع ولإهانة ويقول (أجيرون):أنه بهذ الطريقة الجهنمية تم إخماد أنفاس الثورة في ظرف شهرين وذلك عن طريق الحرب النفسية وغيرها.

وقالت صحيفة الإقدام في سبتمبر 1922 :بين سنتي 1916-1917 أحرقت مداشر السكان وانتهكت حرماتهم وصودرت قطعانهم،لأنهم ثاروا ضد التجنيد لأبنائهم،وأرسالهم إلى الخنادق وشوهو ولعنوا وماتزال فضائح بعض المناطق في أعالى لاأوراس التي إرتكبها الزواف والسنغال السود ماثلة في الأذهان وهذا عندما أطلق الحاكم العام العنان لقاد هذه الكتائب.

كتب التاريخ في أعالي الأوراس (ثورة 1916 ضد التجنيد الفرنسي ) بمستاوة والشلعلع وبلزمة وجبال أولاد سلطان… بقلم وحبر من دم شهدائنا التي تبقى ذكرى ومفخرة لجيلنا هذا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .

المصدر  بوبشيش مراد

من تاريخنا

كيف يقرأ عبد اللطيف جغيمة لتاريخكم ؟
في سنة 900 ق م الامازيغ يستولون على الحكم في مصر بقيادة الملك شيشناق الاول الذي وحد ليبيا القديمة =شمال افريقيا= بمصر وبعد قرن من الزمن أل حكم الشمال افريقي الي المملكة اليارباصية حيث انشأت عدة مدن تجارية لتبادل التجاري مع الاغريق والفنيقين
في سنة 814 ق م سمح في انشأ مدينة قرطاج تحت حكم الملك يارباص واصبحت قوة عسكرية وتجارية في سنة 500 ق م بجانب مملكة نوميديا التي يحكمها الملك ايلماس وسقطت في سنة 146 ق م على يد الملك النوميدي ماسينسا الذي سلمها لرومان مقابل مساعدته في استرجاع ملك اجداده
ليحتل الرومان قرطاج ويطلقوا عليها اسم قرطاجة القنصلية التي كان يحكمها قنصل روماني وبدأت تتدخلات الرومان في الشؤون النوميدية بعد وفاة العاهل ماسينيسا
لتبدأ الحرب اليوغرطية في سنة 113 ق م لتنتهي 105ق م وتهدأ الاوضاع لغاية نشوب حرب يوبا الاول في سنة 46 ق م ليباشر الرومان احتلالهم المباشر لتنتهي الدولة النوميدية وتبدا مرحلة جديدة وهي الامارات القبلية الثائرة والحكم الصوري لملوك امازيغ تابعين للادارة الرومانية لينشئ خط الليمس لصد هجومات قبائل الجيتول الامازيغة الثائرة ولكثرة المقاومة عمدت الادارة الرومانية الي رومنة المجتمع الامازيغ ودمجه في الحياة المدنية والعسكرية لتخفف من الهجومات المتتالية ووضع ملوك صورين يدرون الشؤون الرومانية في شمال افريقيا الي غاية سنة 17م اين بدأت ثورة تكفارناس الذي كان من ضمن المدمجين الذي قاد قبائل المزلامي في الكتلة الشرقية للاوراس لثورة وتنتهي سنة 24م
في سنة 40 م يقتل بطليموس ملك موريطانيا القيصرية لتقوم ثورة في سنة 42م يقودها ايدمون في جبال الاطلس لينضم اليها المزاملة وقبائل التخوم الصحراوية من جرمنت وجيتول بقيت الاوضاع متردية والثورات مشتعلة ضد الرومان
الي غاية سنة 212م اين اعتمد الامبرطور سيبتموس سيفيروس قانون تجنيس كل احرار الامبرطورية بالجنسية الرومانية واعطاء حكم ذاتي للمناطق والمدن كثيرة التمرد الذي طبقه ابنه كاركلا
بعد هذه التواريخ يدخل الشمال افريقي مرحلة الاضطهاد المسيحي والحركة الثورية لدوناتيون والدوارين في سنة 305م لتبدأ مرحلة الوندال الذين دام حكمهم من سنة 430م الي533م في ضل هجومات جرامنية عليهم فبدأت حملة الفتوحات البيزنطية مع أولى الحملات العسكرية بقيادة "جوستينان"لاسترجاع"قرطاج نوميديا "بداية من عام 544م فقد جوبهوا بحملات القبائل الامازيغية ما جعل البيزنطيين يتراجعون وينحصر تواجدهم في المدن السياحية ومراقبة المراكز المهمة وترك بقية الأقاليم الداخلية لحكم الكو نفدراليات القبلية المحلية إلى غاية حملة الغزو الاموي لشمال افريقيا سنة 631 م بحملة عقبة الاولى لتليها مقاومات للاحتلال وللولاة الاموين من بعد ذلك لتبدأ مرحلة الدول الامازيغية الحديثة
ع جغيمة

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

ثورة مستاوة 1916

نبذة

 في 11 نوفمبر 1916 ومن أجل حفظ الذاكرة للأجيال لم تكن انتفاضة الأوراس سنة 1916 إلاّ امتدادا لمقاومات أخرى شهدتها المنطقة منذ أن وطأت أقدام الـمستدمر تراب الجزائر. وقد كان لهذه الانتفاضة أهمية بالغة نظرا للأوضاع العامة التي وقعت فيها، والظروف التي جرت فيها والتي بثت الهلع في نفوس الفرنسيين، وأجبرتهم على اتخاذ كل الإجراءات للقضاء عليها.

 

أسباب مقاومة الأوراس

 

تعود أسباب الانتفاضة إلى عدة عوامل منها تدهور الأوضاع الاجتماعية السياسية والاقتصادية والتي أثرت تأثيرا مباشرا على الجزائريين، الذين كانوا يعيشون أوضاعا سيّئة جدا بفعل المجاعات والأوبئة والقوانين الجائرة منها قانون الأهالي إلى جانب انتشار الفقر وغلاء المعيشة.

 

كل هذه العوامل كانت كافية لاندلاع الانتفاضة وقد أكد بعض المؤرخين دور الطرق الصوفية في دفع الجزائريين إلى الثورة والتمرد. وفوق هذا كله، فإن الاستياء الكبير الذي انتشر لدى الجزائريين بسبب صدور قانون التجنيد الإجباري في عام 1912 ، يعد الشرارة التي فجرت الأوضاع. وعلى الرغم من أن هذا القانون قد لقي إقبالا من طرف بعض المثقفين من حركة الشبان الجزائريين ذات الاتجاه الليبرالي، باعتباره وسيلة للاندماج حسب رأيهم، إلاّ أنه وجد معارضة شديدة من طرف الجماهير وتزايد رفض الجزائريين للتجنيد الإجباري بعد وصول أخبار مهولة عن سقوط الآلاف من الشبان المجندين في المعارك الضارية التي دارت بأوربا، إذ سجلت وزارة الحرب الفرنسية 7.822 قتيلا و30.354 جريحا و 2611 أسيرا إلى غاية أكتوبر 1916.

كانت فرنسا في 1916 في أمس الحاجة إلى قوات إضافية، لذلك عزمت على تجنيد الشباب البالغ من العمر 17 سنة وإرسالهم إلى جبهات القتال في أقرب الآجال. ومن جهة أخرى، فقد كان لمصادرة أراضي السكان في مطلع القرن العشرين بعين التوتة ومروانة وسريانة بمنطقة الأوراس لإنشاء مراكز توطين للمهاجرين الأوروبيين وتأسيس البلديات المختلطة منها بلدية بلزمة عام 1904، أثرا بالغا في اندلاع الاضطرابات بالمنطقة مما جعل محكمة الجنايات بباتنة تصدر أحكاما متفاوتة على الـمتهمين بالسجن. وانتقاما من ذلك ، رفض الجزائريون الانصياع لقوانين الـمستعمر وأعلن الرافضون لقانون التجنيد الإجباري في ديسمبر 1914 بأنهم يتمتعون بدعم الأتراك والألمان في سبيل تحرير الجزائر. اختلفت مقاومة الأوراس لعام 1916 على غرار مقاومة بني شقران 1914 ، عن مقاومات القرن 19 في عدة نقاط من أهمها :

  • أنه لا صلة للانتفاضة بالطرقية والزوايا.

  • أنها لم تقم بسبب تناقص القوات العسكرية الفرنسية في البلاد كما كان الحال مابين 1870 و 1871.

لقد كانت هذه الانتفاضة رد فعل جماعي قوي ضد السياسة العسكرية الاستعمارية المتمثلة في قوانين 1907 و 1912 حول التجنيد الإجباري للشباب وكذا أعمال السخرة في المزارع والمصانع بفرنسا .

مراحل مقاومة الأوراس

 بدأت انتفاضة الأوراس فعليا في 11 نوفمبر 1916 عندما تجمع سكان عين التوتة وبريكة في قرية بومعزاز ، واتفقوا على الإعلان عن الجهاد. وسرعان ما ذاع هذا الخبر بين القرى وألتحق المئات من الرجال بالنداء المقدس ، مما دفع بالفرنسيين إلى قطع الاتصالات بين المنطقة والعالم الخارجي عن طريق منع التنقلات والسفر من وإلى الأوراس. وكان رد فعل الـمنتفضين أن خربوا خطوط الهاتف والتلغراف والجسور. كما أنهم هاجموا الأوروبيين ومنازلهم وممتلكاتهم ، واستهدفوا أعوان الإدارة الاستعمارية في كل القرى والـمداشر . تكثفت عمليات الثوار ضد الـمصالح الفرنسية ، فمست برج "ماك ماهون" الإداري وأدت إلى مصرع نائب عمالة باتنة وتخريب البرج بعد أن فرت حاميته العسكرية الفرنسية. في الوقت الذي استهانت فيه الإدارة الاستعمارية بهذه الأحداث ، قام الثوار بمحاصرة مدينة بريكة في 13 نوفمبر 1916 ، ليهاجموا قافلة فرنسية في اليوم الـموالي. أمام تفاقم الوضع وامتداد نطاق الانتفاضة ، طالب الحاكم العام في الجزائر بإمدادات عسكرية إضافية مؤكدا على ضرورة استعمال الطائرات لإرهاب السكان ، خاصة وأنه قد قتل 10 جنود فرنسيين في اشتباكات 5 ديسمبر 1916 بينما كانت القوات الفرنسية تهاجم المتمردين اللاجئين بجبال مستــاوة.وبالفعل، فقد سحبت فرنسا الفرقة 250 من جبهات القتال بأوروبا ووجهتها إلى الجزائر ليصل عدد الجنود الفرنسيين بالأوراس إلى 6.000 رجل تحت قيادة الجنرال "مونيي" ، كما استقدمت القيادات العسكرية الطائرات الحربية من نوع التي كانت بتونس ووجهتها إلى منطقة الأوراس الثائرة. ومع بداية جانفي 1917 ، وصل عدد القوات الفرنسية الـمرابطة بالأوراس إلى أزيد من 14.000 جندي ، مدعمة بأحدث الأسلحة بقصد القضاء النهائي على الانتفاضة وقمع رجالها. لقد ارتكبت الجيوش الاستعمارية من نوفمبر 1916 حتى نهاية ماي 1917 أبشع الجرائم ضد السكان العزل انتقاما منهم على استمرار الـمقاومة. ولعل أكبر دليل على ما اقترفته الأيادي الفرنسية خلال هذه الفترة هو تقرير اللجنة البرلـمانية الفرنسية التي تطرقت للسياسة التي مارسها الفرنسيون والتي اعتمدت القتل بكل أنواع الأسلحة ، والأرض المحروقة ومصادرة أملاك السكان لم تقتصر على ذلك بل اعتقلت فرنسا 2904 ثائرا ووجهت لهم تـُهم التمرد وإثارة الاضطرابات وقدم إلى المحاكم 825 جزائريا ، سلطت على 805 منهم ما يقارب 715 سنة سجنا بينما وجه 165 إلى المحاكم العربية في قسنطينة ، و45 إلى محكمة بانتة التي أصدرت بحقهم 70 سنة سجنا. وقد فرضت على المحكوم عليم غرامات مالية تقدر بـ 706656 فرنك فرنسي ، وصادرت الإدارة الاستعمارية حوالي 3.759 بندقية صيد قديمة و7.929 رأس غنم و4.511 رأس معز و266 رأس بقر. كما سارعت الحكومة الفرنسية أمام خطورة الوضع إلى وضع الـمنطقة كلها تحت الإدارة العسكرية بمقتضى قرار 22/11/1916. وعلى الرغم من كون آمال الجزائريين لم تتحقق في التخلص من الاستعمار وتسلطه في مقاومة الأوراس لعام 1916 ، إلا أن آثار هذه الانتفاضة ومآسيها بقيت ماثلة في أذهان سكان الـمنطقة وفي كتابات المؤرخين و قصائد الشعراء حتى اندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة ثـورة مستـــاوة بالأوراس 1916[1].

المصدر

Mlaah Belezmi

الشهيد علي النمر

الشهيد علي النمر

نشاته
ولد علي النمر في 16 مارس 1925 في مشتة أم الرخاء بدوار حيدوسة قرب مروانة التي كانت تدعى في العهد الاستعماري البائد بالبلدية المختلطة بلزمة أو كورناي، التابعة لولاية باتنة في سلسلة جبال الشلعلع، من أب يدعى مختار بن علي بن ملاح

 

والمولود عام 1888 بحيدوسة، والذي كان عاملا في أحد المناجم قرب قريته تستغله شركة استعمارية، أما جده فكان طبيبا شعبيا يمارس مهنة التداوي بالأعشاب على الطريقة التقليدية، ومن أم تدعى (الطاوس حجام) المولودة في 1892 وأصلها من بلدية (افرحونن) ولاية تيزي وزو من جبال جرجرة الشامخة، وقد انجب أبواه عددا كبيرا من الأطفال فتوفوا جميعا ولم يعش منهم إلا طفلين وهما ذهبية وعلي.

تعلمه
التحق بكتاب القرية لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم خفية عن أنظار العدو زعملائهم كغيره من الجزائريين، ثم انتقل به والده غلى مدينة باتنة وهو  لم يتجاوز بعد العقد الأول من عمره. وفي مدرسة الأهالي بمدينة باتنة واصل تعلمه باللغتين العربية والفرنسية، ورغم السنوات القليلة التي قضاها في هذه المدرسة فقد استطاع أن يتقن القراءة والكتابة باللغتين معا، وهو في المستوى الذي يسمح ببلوغه لأغلب

 

 أبناء المنطقة ممن كان لهم الحظ في الدخول إلى المدرسة..إذ لا يحق لهم تجاوز المستوى الابتدائي وهو مخطط استعماري معروف، وقد انقطع عن الدراسة في نهاية الثلاثينيات بسبب خلاف بينه وبين معلمه الفرنسي الأصل، وراح يبحث عن العمل في مطلع الأربعينيات إبان الحرب العالمية الثانية لمساعدة اسرته الفقيرة. وقد مكنته السنوات القليلة التي قضاها في المدرسة من الوصول إلى مستوى ثقافي معتبر حيث يستعمل اللغتين العربية والفرنسية بطلاقة وأصبح خطيبا شديد التأثير على مستمعيه كانت الخلية تعقد اجتماعاتها كلما دعت الضرورة وفي سرية تامة مع تغيير مكان الاجتماع في كل مرة. وكان نشاط الشهيد على النمر محل ملاحقة واهتمام من طرف رجال الأمن الفرنسيين، إلا أن شدة كتمانه للسر وحنكته وذكائه جعلهم يعجزون عن كشف المهام التي كان يقوم بها من جهة وقوة ثقة المناضلين فيه وحبهم له من جهة أخرى. كان يتمتع بثقة كبيرة لدى مصطفى بن بولعيد، وله كفاءة سياسية وثقافية أكثر من جميع المناضلين الذي يترأسهم في الخلايا وله سمعة كبيرة في اوساط الشعب، يصفه بعض زملائه بأنه كان مؤمنا ومسلما حقا يصلي ويصوم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان ذكيا جدا وداهية يجمع بين الجد والمرح والمزاح، وكثير السرية في الامور الخطيرة وشجاعا لا يهاب الموت والمخاطر، يعجز كل من يخالفه في الامور السياسية ويتغلب عليه بالحجة والاقناع، ويمتاز بالمهارة النادرة في تفسير الرؤيا وقوي البصيرة يعتمد على الإسلام والآيات القرآنية في التوعية وتوحيد المناضلين والجماهير الشعبية

 

.

حياته الاجتماعية الاقتصادية
عاش مرحلة طفولته كغيره من الشباب الجزائريين في الحرمان وضنك العيش الذي فرضه الاستعمار الفرنسي على سكان المنطقة خاصة والجزائر عامة لا سيما بعد ثورة 1916 في كل من مروانة، باتنة، عين التوتة وما جاورها، أين شدد الاستعمار قبضته الحديدية على السكان بعد قتل ونفي المئات، وتجريد الباقين من أراضيهم وجميع ممتلكاتهم، فكان علي النمر كبقية الوطنيين يتابع عن كثب هذا الوضع غير الطبيعي الناتج عن انتقام العدو من السكان بعد كل ثورة من الظلم والاضطهاد والتعسف وثالوث الفقر والجهل والمرض المسلط على الشعب. ونظرا للوضع المادي السيء لأسرته، فقد اضطر إلى البحث عن اعمل لمساعدتها في بداية الاربعينيات، وفعلا تمكن من إيجاد منصب عمل في الشركة الصناعية للقبائل الصغرى التي كانت تقوم باستغلال الخشب في غابات هذه المناطق. وقد اشتغل في هذه الشركة مدة ست سنوات كعامل متخصص في النجارة فتمكن بذلك من تخفيف أثر

 

الفقر والبؤس عن أسرته الصغيرة، وقد تزوج مبكرا في مطلع الأربعينيات وبالضبط عام 1943 بالسيدة (العلجة لوشن) بنت فرحات من عين التوتة وهي أخت المجاهد الشهيد (الطاهر لوشن)، الذي كان من المجاهدين الأوائل وأحد قادة الثورة. أنجب ولدا وحيدا منها، سنة 1946 المدعو عمار النمر ولا يزال على قيد الحياة، وقد كرر الزواج أثناء الثورة التحريرية بأرملة شهيد في المنطقة الثانية بآريس عندما كان على رأس المنطقة، ولم يخلف الأولاد من الزوجة الثانية.
ومن حيث رعايت لعائلته يقول عنه زميل صباه ورفيقه في حزب انتصار الحريات الديمقراطية المجاهد الحاج عبد الحفيظ عبد الصمد: "كان مهملا لعائلته من أجل الثورة والإعداد لها ومنفقا أمواله لصالح الحزب والوطن" ولم تحظ عائلته بالرعاية الكافية بسبب تخصيص حياته للجزائر الشيء الذي جعله لا يخلف شيئا من الممتلكات من حطام الدنيا الزائلة حيث كان يسكن منزلا

 

 متواضعا جدا لأبيه ببوعقال-باتنة مبني بلبنات التراب ومسقف بنبات الديس فوق قطعة من الأرض مساحتها حوالي نصف هكتار، باعها أبوه ثناء الثورة التحريرية لينفق على عائلته. وقطعة أرض أخرى مساحتها حوالي 2 هكتار ببوعقال باعها أبوه أيضا بعد الاستقلال عام 1967 بثمن بخس لتغطية نفقات الأسرة وزواج حفيده عمار النمر الذي لم يترك له أبوه الشهيد شيئا. توفي أبوه سنة 1970، ثم توفيت أمه سنة 1977 بعدما عانا الكثير من الفقر لأن ولدهما البطل لم يترك لهما شيئا إذ كان ينفق دخله الشهري من عمله على المناضلين، حيث كان كريما جدا

نضاله ونشاطه السياسي قبل الثورة
يؤكد زملاؤه في الحركة الوطنية أنه انضم إلى حزب الشعب الذي كان ينشط سرا أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في حدود سنة 1943 بباتنة وهو لم يتجاوز 18 سنة من عمره، ثم واصل نضاله وتعاظمت مسؤولياته ومهماته داخل حزب انتصار الحريات الديمقراطية ضمن خلية مدينة باتنة ثم في الخارج، إذ في أواخر سنة 1948 هاجر إلى فرنسا تحت غطاء البحث عن العمل في أوروبا بينما كان الهدف هو تجنيد المناضلين وتوعيتهم حيث استقر في منطقة (الزاس لوراين) كمسؤول حزبي يشرف على

 عدد من الخلايا التي كان يرأسها كل من لوشن الطاهر والعائب عمر ومحمد حرسوس المدعو بوحة وهم جميعا تحت مسؤوليته، بينما كان شيحاني بشير يتصل بالمناضلين وينسق النشاط بينهم في الجزائر وفرنسا.
بعد أكثر من سنتين قضاها في فرنسا في سبيل تعبئة صفوف المناضلين عاد إلى باتنة، ليواصل نشاطه السياسي كمسؤل عن عدد من الخلايا، إلى جانب ممارسته لنفس المهنة كتجار في شركة أمريكية تستغل الثورة الغابية بالمنطقة وقام بتنظيم إضراب عمالي كبير في الشركة، كما ساهم في التحضير والدعاية لانتخابات 1948 التي ترشح فيها مصطفى بن بولعيد وعندما وقع الانشقاق في حركة انتصار الحريات الديمقراطية 1953-1954 وقع تقهقر وتشدد في أوساط المناضلين وحدثت صراعات حادة أدت إلى تقلص أفراد بعض الخلايا وانحلال بعضها.
أين تمكن الشهيد علي النمر في هذه الظروف أن يساهم بفعالية في تشكيل خلايا جديدة في هذه الفترة لا سيما في عام 1954. ولم يقتصر نشاطه على مدينة باتنة وحدها بل استطاع أن يكون خلية حزبية في مدينة سريانة من مناضلين بعضهم كان يعمل تحت

 

 

إشرافه في فرنسا. من أشهر زملائه في الخلية السرية التي أنشأت بعد الانشقاق في مدينة باتنة حرسوسي محمد المدعو بوحة- شهيد، ورشيد بوشمال أمين خلية – شهيد، وعبد الحفيظ عبد الصمد، والحاج لخضر أعبيدي وعمر العايب ومسعودي محمد

حادثة استشهاده واسبابها

في عام 1958م وصل الجنرال ديغول الى الحكم وطهر ما يعرف بالجمهورية الفرنسية الخامسة ولحساب تحجيم الثورة والحد من فعاليتها قامت فرنسا بعملية خداع ضد الثورة وظهر ما يعرف بالسلم الشجعان هذه النغمة التي كان القصد منها زرع بدور الفتنة والشقاق بين المجاهدين وترويضهم للألقاء السلاح والجلوس الى مائدة المفاوضات فى طل طروف غير متكافئة ليتسنى لها فرض واملأ شروطها كما ينبعي ويتجاوب مع اهداف السياسة الاستعمارية الأثيمة ولكن يقضت أبطال الثورة حالت دون ذلك وقاموا بالرد الفوري على هذه الخديعة وابطال مفعولها وذلك بتشكيل لجان بقيادة القادة المحنكين لشرح هذه المؤامرة ودواعها فقام الرئد على النمر وبعض مساعديه بجولة عبر نواحي الولاية الأولي لشرح موقف الثورة حيال هذه الخديعة حتى لا يقع التباس والغرور فأنتقل من جبل كيمل اين كان متمركزا فبها كقائد الولاية الى جبل الشلية الذي نزل فيه بمركز الثورة براس كلثوم وبعد فترة قصيرة بداء الاجتماع مع رؤسى القسمات والنواحي والمناطق بهدف دراسة الاوضاع العسكرية والسياسية المستجدة على الساحة الوحدة الثورية بين المجاهدين وتعزيز العمل الجماعي والذي هم ضمن استمرار الثورة وتحقيق الاهداف السامية لها وبعد الانتهاء من الاجتماع قرر معاذرة رأس كلثوم الى القسمة الخامسة وفى طريقه ارسل كتيبة لتامين الطريق ولما وصل الى جبل بوعلوان وقع ما لم يكن فى الحسبان اذ قامت القوات الفرنسية بتمشيط الجبل واحاطته من كل جانب بقوات قوامها مئات او الالاف من الجنود والطائرات والمذرعات الموفدة من جميع المراكز وفى يوم اربعة جوان 1958 وقعة المعركة بين الطرفين بداء بقصف الطائرات الحربية المتمثلة في ب29 و ت س و الكاشفات العمودية من نوع بنان والمدفعية ولعدم تكافئ القوة أنسحب المجاهدين من ميدا ن المعركة مخلفين وراءهم قتلي وجرحي الى جبل الشلية وفى 5 جوان 1958 عاد الجيش الفرنسي وجمع قواته وعاد الى الجبل لنقل موتاهم والحرجي وهناك عثر على حرجي من جيشي التحرير وتعرف ان هناك قائد المعركة هو قائد الولاية الرئد على النمر فجهز جيشنا قويا لملاحقته فى جبل شيلية وفى منتصف اليوم الخامس بداء الهجوم على المجاهدين بما فيهم الرئد علي النمر وانزال الجنود في كل مكان بالجبل مستخدمة القنابل النبالم وجميع الأسلحة الفتاكة وفي منتصف يوم 6 جوان 1958 استشهد الرئد علي النمر برأس كلثوم فى مكان يسمي خنقة لخره وأصيبت الوحدة بصدمة شديدة بفقدان قائدها الجسور في اشرف ملحمة بطولية عرفتها الاوراس الرائدة ونتيجة ذلك اصبح البقاء في المعركة معامرة وانتحار فنسحب المجاهدون وبعد الانتهاء تعرف العدو على الشهيد علي النمر وحمل على مقدمة الدبابة ويطوفون به معلنين انتهاء الثورة بنهاية البطل المغوار علي النمر وأخيرا دفنوه في مرمي الفضلات في قرية يابوس رحمه الله
اتمت كتابة هذة الحياة من طرف ابن الشهيد علاوة عمر ابن رفيق علي النمر
ستبقي هذه المعلومات المدنية والعسكرية من طرف شيوخ القرية ومجلة اول نوفمبر تحت رقم 58/1983
الروات من المدنيين
01 بلقاسم النمر عم الشهيد
02 حملاوي النمر ابن عم الشهيد
03 مصباح عيساني مجاهد
04 علي ماضى صهر الشهيد
الروات العسكرين
01 مبروك معزيز مجاهد رفيق الشهيد وحاضر في المعركة
02 الصالح علاوة المدعو بودماغ رفيق الشهيد
03 مسعود دعاس المدعو ستيرة
05 مجلة أول نوفمبر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار لمن خان الجزائر